أسماك البلطى.. كنز مصرى يحتاج إلى اهتمام ورعاية

بقلم الدكتور / مصطفى فايز كلية الطب البيطرى جامعة قناة السويس ...

0 3٬918

– يمثل البلطى نصف ثروة مصر من الأسماك، وله مميزات عديدة، وهو الأكثر استخدامًا فى الاستزراع السمكى
– يعيش البلطى فى المياه العذبة، لكن له قدرة على العيش فى المياه المالحة، فضلاً عن تحمله درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة
– تجارب لإنتاج البلطى وحيد الجنس؛ للاستفادة من عمليات الاستزراع فى مضاعفة الإنتاج بالاعتماد على الذكور الأكبر حجمًا والأسرع نموًا


تمثل أسماك البلطى نحو نصف إنتاج مصر من الأسماك. وهى تعادل فى أهميتها بالنسبة لنا فى مصر أهمية أسماك السالمون والتروات فى دول أوروبا أو المبروك فى آسيا أو القراميط الأمريكية فى الولايات المتحدة. وهذا يؤكد بوضوح الأهمية الاقتصادية لهذه المجموعة من الأسماك باعتبارها مصدرًا مهمًا وقليل التكلفة للبروتين الحيوانى الضرورى لغذاء قطاعات كبيرة من الشعب، ومصدرًا مهمًا للدخل الفردى وكذا الدخل القومى بشكل عام. وأسماك البلطى المتواجدة طبيعيًًا فى المياه المصرية تنتمى إلى عدة أنواع تتباين فى صفاتها، سواء منها الصفات البيولوجية المميزة للنوع أو الصفات الإنتاجية الشديدة الأهمية فى مجالات الاستزراع والإنتاج السمكى بدرجة كبيرة؛ ومن ثم فإن التعرف على عدة أنواع وخاصة الرئيسية منها يعد من الأهمية بمكان لكل من يعمل فى حقل الثروة المائية عمومًا والسمكية خصوصًا.
أهم مميزات البلطى:
1- تعيش فى المياه العذبة لكن لديها القدرة على التكيف على درجة ملوحة عالية قد تصل إلى درجة ملوحة مياه البحار.
2- سهولة التعامل معه فى التربية؛ لاعتماده على الغذاء الطبيعى من طحالب وأعشاب، بقايا النباتات؛ حيث أنه رمى التغذية.
3- تحمله لدرجة حرارة منخفضة تصل إلى
6 درجات مئوية، وكذلك درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 42 درجة.
4- مقاومته للأمراض.
5- تكاثره عدة مرات فى العام.
6- قابليته لدى جميع طبقات المستهلكين.
أنواع البلطى الأكثر استخدامًا فى الاستزراع السمكى:
1- بلطى نيلى (بلطى أبيض، بلطى سلطانى).
2- بلطى أزرق (بلطى حسانى).
3- بلطى جاليلى (بلطى مولاى).
4- البلطى الأخضر أو البليمى (بلطى شبارة ويطلق عليه «حسنين» فى شمال الدلتا، جوابى فى شرق الدلتا، خنينى فى البحيرة).
الصفات الظاهرية المميزة لأسماك البلطى:
1- البلطى النيلى: يتميز البلطى النيلى بوجود شرائط غامقة على الجسم وكذلك بقعتين عريضتين على جانبى الجسم. وكذلك بقعة داكنة على الجزء العلوى من الجسم قبل الزعنفة الذيلية، كما توجد شرائط غامقة طولية على الزعنفة الذيلية وهى المميزة لهذه السمكة. وفى موسم التكاثر يكون لونًا أحمر فى الرأس والجزء السفلى من الجسم. يصل إلى وزن 350 جرامًا فى موسم واحد ويمكن أن يصل إلى 5.2 كيلو حسب عمره ويمكن أن يصل إلى 50 سم طولاً.
2- البلطى الأزرق: البلطى الأزرق يشبه البلطى النيلى؛ حيث نجد أن الزعانف بها بقع واضحة والزعنفة الذيلية بها لون وردى وكذلك الزعنفة الظهرية. وفى موسم التكاثر يظهر لون أزرق معدنى كثيف فى الرأس ولكنه يكون باهتًا فى الجسم. يزداد اللون القرمزى فى الزعنفة الظهرية وكذلك الذيلية ويتحول إلى الوردى الداكن، أما فى الإناث فيكون لون الزعانف برتقالىًا.
3- البلطى الجليلى: اللون فضى رمادى وبه بقعة سوداء على الغطاء الخيشومى، الزعنفة الذيلية بها مسحة خفيفة من اللون الوردى. فى موسم التكاثر يتغير لون الحلقوم إلى الأحمر الوردى.
4- البلطى الأخضر (البليمى): الجسم أخضر زيتونى والصدغ لونه أزرق فضى ويتميز بوجود 6-7 خطوط طولية فى الجسم. الحلقوم لونه أحمر وتزداد حمرته فى موسم التزاوج. الزعنفة الظهرية والغطاء الخيشومى يتميزان بوجود بقعة كبيرة داكنة اللون. الزعنفة الصدرية والبطنية تتميز بوجود بقع صفراء وحافة الزعنفة الصدرية والبطنية محددة باللون البرتقالى. عرضنا الآن أنواع البلطى المعروفة ومواصفاتها العامة. ومن المفيد أن نعرف معلومات أكثر عن كل نوع من هذه الأنواع. لذا سنذكر التقسيمات المختلفة لأنواع البلطى هذه؛ لأنها ستمكنا من المقارنة بين أنواع البلطى بسهولة. فمثلاً من وجهة نظر التفريخ وكمية البيض يهمنا التقسيم:
1- حسب النضج الجنسى وأسلوب التكاثر،
وكذلك التقسيم:
2- حسب طريقة حضانة البيض. ومن وجهة نظر التربية يهمنا تقسيم البلطى حسب:
3- سرعة النمو والوزن الذى يصل إليه. كما يهمنا أيضًا التقسيم حسب:
4- التغذية وعلى ماذا يتغذى كل نوع. كما يهمنا أيضًًا:
5- تقسيم البلطى حسب تحمله للملوحة. وكذلك حسب:
6- تحمله لدرجات الحرارة. ولذا سنذكر باختصار هذه التقسيمات.
تقسيم أسماك البلطى حسب النضج الجنسى وحسب أسلوب التكاثر:
– البلطى النيلى: تنضج جنسيًا على عمر 4-5 أشهر فى الأحواض، سنتين فى المياه الطبيعية. تضع الأنثى من 500-2000 بيضة تبعًًا للحجم والحالة الصحية فى عش (طبق) يصنعه الذكر ويمكنها التكاثر من 3-5 مرات فى السنة. بعد الإخصاب تحتفظ الأنثى بالبيض فى فمها حتى الفقس وتستمر فى حضانة ورعاية نسلها نحو أسبوعين بعد الفقس.
– البلطى الحسانى: تنضج جنسيًا على عمر 4-5 أشهر فى الأحواض وفى السنة الثانية من العمر فى الطبيعة. تضع الأنثى من 300-1000 بيضة فى العش تبعًًا للحجم والحالة الصحية ويمكنها التكاثر من 4-7 مرات فى السنة. بعد الإخصاب تحتفظ الأنثى بالبيض فى فمها حتى الفقس، وتستمر فى حضانة ورعاية نسلها نحو 10 أيام بعد الفقس.
– البلطى الجليلى: تنضج جنسيًا غالبًا فى السنة الثانية من العمر. تضع الأنثى 150-1000 بيضة فى العش ويتبادل الأبوان الحضانة حتى 10-15 يومًًا بعد الفقس.
– البلطى البليمى: تنضج جنسيًًا على عمر 3-4 أشهر فى الأحواض وفى السنة الثانية من العمر فى الطبيعة. تضع الأنثى عددًا كبيرًا من البيض قد يصل إلى 7000 بيضة. ويمكن أن تتكاثر من 6-8 مرات فى الموسم. تحرس الأنِثى بيضها بعد الإخصاب ولنحو 3-5 أيام بعد الفقس حتى تتمكن الزريعة الناتجة من السباحة البحرية.
التقسيم حسب أسماك البلطى الحاضنة:
1- أسماك حاضنة: – تقوم الذكور بتجهيز العش.
– تتلون الذكور فى موسم التزاوج.
– تقوم الإناث بتحضين البيض بعد الإخصاب بالفم وترك العش.
– عدد البيض قليل (700 لكل سمكة كمتوسط وزنها 100 جرام) فى الموسم.
– حجم البيض كبير
– اللون برتقالى مصفر لأن به كمية قليلة من المح.
– نسبة الحيوية عالية فى المراحل الأولى من نمو اليرقات.
– متعدد الزوجات: الذكر يتزاوج بأكثر من أنثى.
2- أسماك غير حاضنة:
– تقوم الذكور والإناث بتجهيز العش.
– يحدث تلون فى الذكور والإناث.
– البيض به مادة لاصقة تؤهله للالتصاق بقاع العش.
– تقوم الذكور والإناث بحراسة العش وحمايته.
– عدد البيض كثير (المتوسط 7000) فى الموسم.
– حجم البيض صغير
– أخضر زيتونى اللون وبه اصفرار ورائق؛ لأن به كمية قليلة من المح.
– نسبة الفقد مرتفعة فى المراحل الأولى من نمو اليرقات.
– وحيد الزوجة؛ حيث إن الزوجين يتزاوجان أكثر من مرة.
تقسيم الأسماك البلطى حسب سرعة النمو:
– البلطى النيلى: تنمو الذكور 30-40% أسرع من الإناث ويصل معدل النمو فى أسرع حالاته تحت ظروف الاستزراع إلى 350 جم/موسم. الحد الأقصى للحجم فى الطبيعة 5.2 كجم (بطول نحو 50 سم).
– البلطى الحسانى: معدل النمو أقل نسبيًا من البلطى النيلى (الحد الأقصى للنمو فى الطبيعة 30 سم).
– البلطى الجليلى: معدل النمو أبطأ من النوعين السابقين مما يجعلها أقل ملاءمة للاستزراع. كما أن الفارق فى معدل النمو بين الذكور والإناث أقل (الحد الأقصى للنمو فى الطبيعة 8،0 كجم و40 سم طولاً).
– البلطى البليمى: من أبطأ الأنواع نموًا.
تقسيم أنواع البلطى حسب تغذيتها: – البلطى النيلى: تتغذى على كل ما تجده فى البيئة المحيطة ولكن غالب غذائها من الهائمات النباتية والحيوانات القاعية.
– البلطى الحسانى (الأزرق): تتغذى الأسماك البالغة على كل ما تجده فى البيئة المحيطة. الأسماك الصغيرة (أقل من 5 سم) تتغذى على الحيوانات القشرية الدقيقة كالدافنيا والروتيفرا.
– البلطى الجليلى: تتغذى على الهائمات النباتية الدقيقة.
– البلطى البليمى: تتغذى على أوراق النباتات المائية والطحالب العالقة بها. والجدير بالذكر أن كل الأنواع السابقة يمكنها الاعتياد على التغذية الصناعية.
تقسيم أسماك البلطى حسب قدرتها على تحمل الملوحة:
– البلطى النيلى: يمكنها تحمل الملوحة حتى 20-25 جزءًا من المليون. كما يمكنها إتمام التكاثر حتى 25 جزءًا من المليون.
– البلطى الحسانى: تستطيع تحمل الملوحة حتى 40 جزءًا المليون، أما التكاثر فيمكن إتمامه حتى 19 جزءًا من المليون.
– البلطى الجليلى: تتحمل الملوحة حتى 30 جزءًا من المليون. الحد الأقصى للتكاثر غير معروف.
– البلطى البليمى: يمكنها المعيشة فى ماء البحر حتى فى البحر الأحمر (40 جزءًا من المليون) كما يمكنها التكاثر على ملوحة 35 جزءًا فى المليون.
تقسيم أسماك البلطى حسب درجة الحرارة المناسبة:
– البلطى النيلى:
المدى الحرارى المناسب 20-25مْ. تبدأ بالنفوق عند التعرض الطويل لحرارة منخفضة (12مْ). على 8ْ تموت خلال بضع ساعات. الحرارة المناسبة للتكاثر 25-30مْ.
– البلطى الحسانى: متشابهة مع البلطى النيلى.
– البلطى الجليلى: مشابهة إلى حد كبير للبلطى النيلى.
– البلطى البليمى: تشبه البلطى النيلى إلا أن المدى المفضل يتراوح من 22-28مْ. والتقسيمات السابقة تزود معلوماتنا عن أسماك البلطى وأنواعها، كما أنها تلقى الضوء على الأسباب الحقيقية لتفوق البلطى النيلى على ما عداه من الأنواع فى مجال الاستزراع السمكى فى مصر. كما أن الظروف البيئية السائدة فى مصر تجعل تجنب المواقف التى تعجز فيها مواصفات البلطى النيلى عن مجاراة الأنواع الأخرى أمرًا ممكنًا فى أغلب الأحوال. كذلك فقد تم تطوير تقنيات وراثية حديثة بما يسمح بإنتاج البلطى النيلى وحيد الجنس (بحيث يكون النسل الناتج كاملاً من الذكور). وهذا ما يسمح بالاستفادة من فارق النمو بين الذكور والإناث فى رفع إنتاجية الفدان المستزرع وزيادة دخل المزارع؛ مما ينعكس إيجابيًا فى النهاية على توافر الغذاء وتعظيم التنمية.

قد يعجبك ايضا

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق