الحمل والولادة فى الخيول
ا.د. مصطفى فايز استاذ الطب البيطرى - جامعة قناة السويس
عرف عرب الجاهلية الخيل واعتنوا بها وأحبوها وحافظوا على أنسابها وأنسالها وأحلوها فى نفوسهم مكانة لم يحتلها حيوان آخر، وكانت الصلة بينهم وبينها مصيرية حتى انتسب الفارس الى فرسه، كما انتسب الفرس الى فارسه. ومما يؤكد هذه الصلة والمكانة أنهم جعلوا الخيل ندا للوليد والشاعر، وكانوا يحتفلون بولادة الثلاثة حتى قيل عنهم انهم (كانوا لا يهنئون الا بغلام يولد أو شاعر ينبغ أو فرس ينبج)، وكانوا يؤثرون الخيل على أنفسهم وأهلهم، وكانت المرأة تغار من زوجها حين تراه يفضل الخيل عليها.
ولقد كرمت الخيل عندما ذكرت فى القرآن الكريم واقترنت بالركوب والزينة؛ فلقد قال المولى عز وجل: “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة” “النحل:8”.
وعندما جاء الاسلام برسالته الى الناس جميعا والعرب خاصة، أدرك النبى العربى محمد بثبات بصره، وحكمة بصيرته، ما للخيل من أهمية بالغة فى نشر الدين الحنيف، ومقاتلة المشركين أعداء الله، ولذلك حض كثيرا على ارتباط الخيل فى سبيل الله ” من كثرت سيئاته، وقلت حسناته، فليرتبط فرسا فى سبيل الله، ومن ارتبط خيلا فى سبيل الله، ومن ارتبط خيلا فى سبيل الله، كان كمن نصر موسى وهارون وقاتل فرعون وهامان ”